Featured Post

كيف يتخلص الإنسان من ذنوب الخلَوات؟

كيف يتخلص الإنسان من ذنوب الخلَوات؟ السؤال: ما المقصود بـ " ذنوب الخلوات " ؟ وكيف يستطيع الإنسان التخلص منها ؟ . ولدي استفسار ...

Tuesday, September 9, 2008

العزيز

قال تعالى :
إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {118}
(سورة المائدة)
المعنى الأول : العزيز الذي لا مثيل له ، ولا مشابه له ، ولا نظير له ، مِن فِعلِ عز يعز وهو من أسماء التنزيه ، تقول : عز الطعام أي أصبح قليلا أصبح نادرا ، عزهذا الاختصاص ؛ اختصاص عزيز : أي نادر, إذا كان الشيء نادرا قليل الوجود ليس متوافرا مع إمكان توافره نسميه عزيزا ، فكيف بالذي يستحيل على العقل أن يصدق أن له نظيرا ، و الله سبحانه وتعالى لا مثيل له ولا ند له ولا مشابه له إذاً هو عزيز .
المعنى الثاني : العزيز هو الغالب الذي لا يُغلب وهو من اسماء الصفات ، الإنسان إذا غُلِبَ ليس عزيزا يصبح ذليلا وقد يبالغ المنتصر بإذلاله ، قد يجري بعض التصرفات ليبالغ بإذلاله ، فالغالب الذي لا يُغلب يسمى عزيزا، فالقاهر الذي انتصر وقد يغلب يسمى عزيزا فكيف بالقاهر الذي لا يمكن أن يغلب ، من باب أولى فالله سبحانه عزيز .
والمعنى الثالث: العزيز هو القوي الشديد هذا من أسماء الصفات أيضا ، فالقادر الذي قد يضعف يسمى عند الناس عزيزا ، فكيف بالقادر الذي يستحيل أن يضعف من باب أولى ، إذاً الله سبحانه وتعالى عزيز .
المعنى الرابع : العزيز بمعنى الُمِعز ، كأن تقول : الأليم بمعنى المؤلم ، كأن تقول : جرح أليم أي جرح مؤلم وهو من أسماء الافعال .
قال تعالى:
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {26}
(سورة آل عمران)
جزء كبير جدا من حياتك متعلق بكرامتك ، فإذا كنت مع العزيز أعزك الله :
اجعل لربك كل عزك يستقر ويثبت
فإذا اعتززت بمن يموت فإن عزك ميت
العزيز الذي يقل وجوده وتشتد الحاجة إليه ويصعب الوصول إليه في وقت واحد ، قد يقل وجود شيء ما ولكن لا تشتد الحاجة إليه ، يوجد معدن نادر جدا مع أنه نادر قليل الوجود لسنا بحاجة ماسة إليه ، عندئذ لا يسمى هذا المعدن عزيزا ، العزيز يجب أن تتوافر فيه صفات ثلاث : أن يقل وجود مثله ، وأن تشتد الحاجة إليه ، وأن يصعب الوصول إليه ، قد تشتد الحاجة إلى شيء ولكنه غير نادر كالهواء ، كلنا في أمس الحاجة إليه ولكنه متوافر ، قد تشتد الحاجة إلى الماء والماء موجود في بعض البلاد بكثرة .
سُئل الإمام الحسن البصري : بِمَ نِلت هذا المقام ؟ قبل الإجابة أقول لكم هذه الكلمة من القلب : لا يمكن أن تعرف الله وأن تطيعه ، ثم تكون ذليلا لأحد أبداً ، لا يمكن لأن الله عز وجل يقول :
وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ {8}
(سورة المنافقين)
أنت مع العزيز وتذل بعد ذلك - لا - لن يكون هذا أبداً ، ألا تقرأ في الدعاء يوميا كل صلاة صبح : سبحانك إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت ؟