الاختلاط بين الواقع والتشريع
دراسة فقهية: علمية تطبيقية في حكم الاختلاط وآثاره
جمع وإعداد…:
إبراهيم بن عبدالله الأزرق
بتقريظ……:
فَضِيْلَةُ اْلشَيْخِ/ أ.د نَاصِرُ بنُ سُلَيْمَانُ الْعُمَر
محرم/1425
الاختلاط بين الواقع والتشريع (ص: 8)
والمعنى الشرعي
لايختلف عن اللغوي ومنه قوله:
"(وآخَرُونَ
اعتَرَفوُا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالحِاً وآخَرَ سَيَّئاً .. ([التوبة:102]،
أي ضموا ومزجوا.
وقوله: (وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانِكُمْ..
([البقرة: 220]، أي تداخلوهم.
وقوله: (أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ( [الأنعام:46]،
أي انضم والتصق.
وقوله: (وإنَّ كَثَيِراً مِن الخُلَطَاءِ لَيَبغِي بَعْضَهُمْ
عَلَى بَعْضٍ( [ص: 24]، أي الشركاء"18 سموا كذلك لأن الشراكة تحصل بالخلط قبل
العقد19.
قال الراغب: "الخلط: هو الجمع بين أجزاء الشيئين
فصاعدا، سواء كانا مائعين، أو جامدين، أو أحدهما مائعا والآخر جامدا، وهو أعم من المزج،
ويقال اختلط الشيء، قال تعالى: (فاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ( [يونس:24]، ويقال
للصديق والمجاور والشريك: خليط، والخليطان في الفقه من ذلك، قال تعالى: ( وإنَّ كَثَيِراً
مِن الخُلَطَاءِ لَيَبغِي بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ( [ص:24]، ويقال الخليط للواحد والجمع،
قال الشاعر:
بان الخليط ولم يأووا لمن تركوا ...20
وقال: (خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحَاً وَآخَرَ سَيِّئاً(
[التوبة:102]، أي: يتعاطون هذا مرة وذاك مرة، ويقال: أخلط فلان في كلامه: إذا صار ذا
تخليط، وأخلط الفرس في جريه كذلك، وهو كناية عن تقصيره فيه"21.